أبوظبى، الإمارات العربية المتحدة – بينما يخوض السائقون منافسات جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1 بسرعات هائلة على منعطفات حلبة مرسى ياس، يراقب الدكتور إيان روبرتس الأحداث عن كثب، كونه المسؤول عن الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.
يشغل روبرتس منصب كبير المسؤولين الطبيين في الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) والمندوب الطبي لسباقات الفورمولا 1، حيث يتحمل مسؤولية كبيرة تتمثل في تقديم أسرع دعم طبي للسائقين خلال السباقات، إلى جانب الإشراف على العمليات الطبية على المضمار.
يقول روبرتس، الذي يتمتع بخبرة واسعة في العناية المركزة والتخدير: “أتبع خطة السلامة الطبية التي يضعها كبير الأطباء المحلي قبل أشهر من السباق. وعند وصولي إلى الموقع، أبدأ بجولة تفقدية للمركز الطبي للتأكد من جاهزية كل شيء.”
وأضاف: “نتعاون مع الفريق الطبي المحلي لتحديد أماكن تمركز الكوادر الطبية، ثم نقوم بمحاكاة لحادث طبي، يتم خلالها إعداد حالة وهمية لتقييم جاهزية الفريق واستجابته.”
كما أشار إلى تمرين آخر يُجرى قبل السباق: “نجري تدريبًا عمليًا للتدخل الطبي، حيث نختبر اللوجستيات ونشر الموارد بالتنسيق مع غرفة التحكم في السباق. وعندما نتأكد من فاعلية التدابير، نكون جاهزين لانطلاق السباق.”
وتتضمن مسؤوليات الدكتور إيان التواجد في السيارة الطبية والتي يمكن رؤيتها تصطف خلف شبكة الانطلاق قبل بداية السباق، وهي مهمة يتولاها منذ عام 2013.
وفيما يعتز الدكتور إيان بكونه جزءًا من فريق يقدم حدثًا رياضيًا آمنًا وممتعًا، فقد رأى بنفسه التأثير الذي يمكن أن تخلفه الحوادث على سائقي رياضة السيارات خلال مسيرته المهنية. وعلق “كان الحادث الأكثر شهرة هو حادث رومان جروجان في البحرين. ولكن لا يمكن نسيان الأحداث المأساوية في اليابان وسبا حين فقد جول بيانكي وأنطوان هوبير حياتهما على التوالي، حيث طغت ضخامة التأثيرات على سلامة الهندسة”.
وتابع حول ذلك: “لا يمكنني نسيان هذه الأحداث أبدًا، وتصدرت حينها عناوين الأخبار. ولكن في أغلب الأحيان، كنا نعمل بهدوء على ضمان جاهزية الفرق الطبية وقدرتها على الاستجابة بفعالية عند الحاجة إليها”.
“من المهم الحفاظ على الهدوء والتركيز في المواقف الحرجة، مع القدرة على التكيف واتخاذ القرارات بسرعة. في بعض الأحيان، تكون هناك حاجة لاتخاذ قرارات مصيرية خلال ثوانٍ.”
أما نصيحته للراغبين في اتباع مسيرته المهنية، فهي:”ابدأ بالمشاركة في أي مستوى من منافسات رياضة السيارات واكتسب الخبرة. قد تجد هذه الرياضة مناسبة لك أو لا، لكن التجربة على المضمار، سواء في سباقات الحلبات أو الرالي، ستكشف مدى شغفك بهذا المجال. إذا أحببتها، استمر في العودة لتطوير نفسك”.
