شائعات اندماج دونج فنج وشانجان قد تؤدي إلى إنشاء أكبر مجموعة لإنتاج السيارات في الصين

في التاسع من فبراير، أعلنت العديد من الشركات التابعة لشركة دونج فنج موتور كورپوريشن (مثل مجموعة دونج فنج موتور ودونج فنج هوندا) ومجموعة تشاينا ساوث إندستريز (سي إس چي سي، الشركة الأم لشركة شانجان موتورز) في وقت واحد أنها تجري مناقشات مع شركات مملوكة للدولة أخرى بشأن إعادة الهيكلة.

ومع ذلك، أكدت الإعلانات المتزامنة أن هذا لن يؤدي إلى تغيير في ملكية الشركة، على الرغم من أن بعض المساهمين المسيطرين قد يتغيرون. سيظل المساهم المسيطر النهائي هو لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة وإدارتها التابعة لمجلس الدولة (ساساك) ، وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن الشركات المملوكة للدولة.

تكهنات الاندماج والتحديات

أثار هذا الإعلان تكهنات واسعة النطاق في الصناعة. يثير توقيت الإعلانات من شركتي تصنيع السيارات المملوكتين للدولة الرئيسيتين شائعات حول ما إذا كان الاندماج في الأفق. من المرجح أن تشهد كيان دونج فنح-شانجان المشترك مبيعات تزيد عن ٤.٥ مليون مركبة سنويًا، متجاوزة بذلك بي واي دي.

تتوافق إعادة هيكلة دونج فنج وتشانجان مع جهود ساساك الأخيرة لتحسين الشركات المملوكة للدولة. ذكرت ساساك في عام ٢٠٢٤ أنها تهدف إلى تقليل المنافسة الداخلية وتهدف إلى التخصص مع التركيز على قطاعات محددة مع الشركات التي تديرها.

ومع ذلك، فإن الاندماج الكامل سيواجه تحديات، حيث أن دونغج فنج وشانجان لديهما هيكل ملكية مختلف حيث تعمل دونج فنج كشركة مملوكة للدولة مستقلة، بينما تقع شانجان تحت سيطرة شركة تصنيع الذخائر والسيارات والإلكترونيات سي إس چي سي. تتطلب إعادة الهيكلة الضخمة هذه أيضًا إعادة تنظيم ليس فقط الشركات المصنعة نفسها، ولكن أيضًا استثماراتها والشركات التابعة لها.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع كل من دونج فنج وشانجان بتاريخ قوي للعلامة التجارية وتتداخل مع خطوط منتجاتهما من حيث النطاق السعري. يمكن أن يؤدي الاندماج إلى المنافسة الداخلية وتآكل العلامة التجارية. كما يجب دمج هياكل الإدارة، مما يزيد من إعادة هيكلة رأس المال المعقدة بالفعل.

وقد تم التكهن بأن الاندماج الكامل قد لا يكون الهدف النهائي حيث قد تهدف الشركتان إلى “نموذج التحالف”. وقد يتضمن ذلك التعاون الاستراتيچي في مجالات مثل البحث والتطوير وسلاسل التوريد والتوسع الدولي، مما يسمح لكل شركة بالاحتفاظ بالاستقلال. ومن الأمثلة ذات الصلة تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، وهو نموذج يساعد في خفض التكاليف مع الحفاظ على هوية العلامة التجارية.

العودة إلى عام ٢٠٢٤ 

تشكيلة دونج فنج التي تحمل العلامة التجارية الخاصة بها

بالنظر إلى عام ٢٠٢٤ ، لم تحقق دونج فنج ولا شانجان أهداف المبيعات التي حددتها سابقًا.

وحددت شانجان أوتو هدف مبيعات لعام ٢٠٢٤ يبلغ ٢.٨ مليون سيارة. ووفقًا لتقارير الإنتاج والمبيعات، بلغ إجمالي مبيعات شانجان لعام ٢٠٢٤ ٢.٦٨ مليون وحدة، مع تحقيق زيادة بنسبة ١٤.٧٩٪ على أساس سنوي. بالنسبة لعام ٢٠٢٥ ، تهدف شركة شانجان أوتو إلى تحقيق مبيعات إجمالية تبلغ ٣ ملايين وحدة، بنمو سنوي بنسبة ١٢٪، مع مبيعات مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة وتصدير مليون سيارة.

وفي الوقت نفسه، حددت مجموعة دونج فنج هدف مبيعات لعام ٢٠٢٤ يبلغ ٣.٢ مليون سيارة. ومع ذلك، أظهرت بيانات المبيعات الفعلية أن إجمالي مبيعات دونج فنج لهذا العام بلغ ١.٨٩ مليون وحدة، بانخفاض ٩.٢٪ على أساس سنوي. وحددت الشركة هدفًا طموحًا لعام ٢٠٢٥ يتمثل في بيع ٣ ملايين وحدة، مع هدف مثالي يبلغ ٣.٢ مليون وحدة. ويشمل ذلك مبيعات السيارات التي تعمل بالطاقة الجديدة التي تتجاوز المليون سيارة والصادرات الخارجية التي تتجاوز ٥٠٠٠٠٠ سيارة.

لقد عانت دونج فنج بشكل خاص من انخفاض علاماتها التجارية المشتركة مع دونج فنج نيسان و دونج فنج هوندا بنسبة ١٢.٧٪ و ٢٩.٢٪ على أساس سنوي على التوالي. ومع ذلك، كانت العلامات التجارية المملوكة لشركة دونج فنج بمثابة نقطة مضيئة، وجاء معظم نمو الشركة من المركبات الكهربائية ذات العلامة التجارية الخاصة بها.

ولا تؤثر إعادة الهيكلة بشكل مباشر على الإنتاج العادي وعمليات الأعمال، ومع ذلك، نظرًا للإصلاح الجاري تنفيذه للشركات المملوكة للدولة، فإن هذه التحركات تنطوي على دفع أوسع نطاقًا نحو الكفاءة في الشركات المملوكة للدولة.

ومع مواجهة صناعة السيارات في الصين للمنافسة المتزايدة، تتعرض الشركات المملوكة للدولة لضغوط متزايدة للبقاء على قيد الحياة في مرحلة الانتقال إلى المركبات الكهربائية ذات الطاقة الجديدة. مع نمو الكيانات الخاصة مثل بي واي دي وتحالف هارموني للتنقل الذكي (هايما) التابع لشركة هواوي وتوسعها في الخارج، ستحتاج الشركات المملوكة للدولة إلى تعزيز قدرتها التنافسية.